وباء كورونا المستجد أو كوفيد 19 ،هذا الوباء الذي أصاب جميع أوصال المجتمع و لم يترك مكانا في العالم إلا و احتله حيث خرج على السيطرة و أصبح كابوسا يخيم على كل صغير و كبير في العالم أجمع ،حيث تسبب في موت عدد كبير من الأشخاص حول العالم ،بجانب خطف أرواح الناس فهذه الجائحة الوبائية المسماة كورونا قامت بتدمير الاقتصاد العالمي و تسببت في حدوث أزمات مادية ذات عواقب وخيمة ،أزمات ضربت كل القطاعات الاقتصادية و من ضمنها القطاع الفني .
تأثير جائحة كورونا على التجارة في اللوحات و التحف الفنية
نظرا لانتشار وباء كورونا في كل أرجاء العالم حيث وصفه معظم الفنانين بالعام البائس ،فإن هذه السنة تدهورت كل القطاعات الاقتصادية حول العالم فأصبح الشغل الشاغل للعديد من الدول هو توفير الأمن الغذائي و توفير التغطية الصحية ،اللازمة لمواجهة هذه الظروف التي لم يسبق أن شهد لها العالم أي مثيل .
إلا أنه ،على الرغم من الكساد الذي شهده العالم و لازال يشهده إلى يومنا هذا فقد أقيم معرض للتحف النادرة في مدينة بورما الإيطالية في الآونة الأخيرة و عُرض فيه عقد مصنوع من الألماس يعود تاريخ صنعه إلى القرن التاسع عشر يقدر ثمنه بحوالي ثلاثة ملايين دولار ،و كان ملكا لأحد النساء في الأسرة المالكة في فرنسا آن ذاك ،و عندما تم عرض هذا العقد في معرض إيطاليا تسابق الكثير من النساء إلى شرائه و لكن العقد لم يكن معروضا بهدف البيع ،فتم استنتاج أنه بالرغم ما يشهده العالم من كساد اقتصادي إلا أن التحف النادرة و القديمة و الاستثمارات التي يمكن وصفها بطويلة المدى لها مكانة خاصة و تلقى رواجا و إقبالا من طرف الجميع ،فيُقال أن هناك دائما من يشتري الأشياء الرائعة ،فبالرغم من الأزمة الاقتصادية الخانقة إلا أن هناك دائما الطلب للأشياء النادرة كالتحف و اللوحات الرائعة .
كما أن معرض جوتا الدولي السادس الذي يقام في إيطاليا شهد عددا مضاعفا من الزائرين له بالمقارنة بالعام الماضي و هذا بالرغم من وجود ظروف قاسية بسبب جائحة كورونا ،حيث حضر إليه العديد من التجارالمختصين في هذه القطع و كذا محبي الفن .
وفي معرض جوتا تقام صفقات البيع و الشراء في سرية تامة دون الكشف عن الأسعار الحقيقية و لكن يظل من المؤكد أنها أسعار خيالية .
مظاهر تحدي القطع الفنية للكساد رغم جائحة كورونا
إن سوق الأسهم الدولي فقد ما يتراوح بين 20 و 30 في المئة من قيمته الإجمالية ،إلا أن الأسواق العارضة للفنون و التحف و اللوحات الفنية الرفيعة شهدت ازدهارا كبيرا نظرا إلى أن المستثمرين ينفقون الكثير من ملايين الدولارات على استثمارات فنية ذات قيمة عالية على المدى الطويل.
حيث تم بيع لوحة أحد الرسامين المدعو بول روبنز تحمل عنوان مذبحة الأبرياء ،التي كانت مفقودة منذ زمن طويل بثمن 76 مليون دولار لتصير بذلك ثالث أغلى لوحة سعرا في العالم .